الانفعال Emotion

0

(emotion) ما هو الانفعال؟

يميل أغلب علماء النفس إلى إطلاق اصطلاح الانفعال  على الانفعالات القوية التي يصاحبها اضطراب في السلوك كالخوف والغضب الشديدين . أما الشعور بحالات خفيفة من المشاعر الوجدانية مثل السرور والضيق أو الانشراح والكدر فيطلقون عليها اصطلاح الوجدان . فالوجدان شعور ذو صبغة انفعالية خفيفة . أما الانفعال فيمكن أن يعرف و بأنه إضطراب حاد يشمل الفرد كله ويؤثر في سلوكه وخبرته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية الداخلية وهو ينشأ في الأصل عن مصدر نفسي  . ونقول إن الانفعال اضطراب حاد لأنه يتميز بحالة شديدة من التوتر والتهيج ، ولأنه أثناء الانفعال تتعطل جميع أنواع النشاط الأخرى التي يقوم بها الإنسان ، ويصبح نشاطه كله مركزاً حول  موضوع الانفعال . فحينما ينتاب الإنسان انفعال الخوف ، مثلاً ، يتركز كل نشاطه حول الشيء الذي أثار خوفه وفي محاولته الابتعاد عنه أو الهرب منه . وتقول إنه يشمل الفرد كل ويشمل سلوكه وخبرته الشعورية ووظائفه الفسيولوجية الداخلية لأن الانفعال يؤثر في جميع أجزاء الكائن الحي فهو يؤثر في هيئته البدنية وسلوكه الخارجي ، وفي حالته الشعورية ، كما يصاحب الانفعال عادة كثير من التغيرات الفسيولوجية الداخلية مثل سرعة خفقان القلب ، وازدياد ضغط الدم ، واضطراب التنفس، وتوقف عملية الهضم ، وغير ذلك من التغيرات الفسيولوجية التي ستكلم عنها بالتفصيل فيما بعد. ونقول الإن الانفعال ينشأ في الأصل عن مصدر نفسي لأنه يحدث نتيجة إدراك بعض المؤثرات الخارجية أو الداخلية وهذا لا شك بيميز الانفعال عن الاضطراب الذي يحدث نتيجة تأثير بعض العقاقير .

  انواع الانفعالات  

ويقسم علماء النفس الانفعالات تقسيمات مختلفة ، وأبسط هذه التقسيمات هو تقسيمها إلى انفعالات سارة كالفرح والزهو ، وانفعالات مكدرة مثل الخوف والغضب . وقد تكون الانفعالات بسيطة لا يمكن ردها إلى انفعالات أبسط منها كالخوف والغضب ، أو انفعالات مركبة من مزيج من الانفعالات كالغيرة التي تتركب من الغضب والخوف والكآبة والحزن والشعور بالنقص كما سنشير إلى ذلك فيما بعد أثناء كلامنا عن انفعال الغيرة .

مثال للانفعال :

ولعله مما يزيد من فهمنا للانفعالات أن نقوم بذكر مثال الحالة من حالات الانفعال ونقوم بتحليلها لمعرفة المكونات المختلفة الحالة الانفعال

كان طفل في حوالي العاشرة من عمره يلعب الكرة في حديقة منزله ، وقد سقطت الكرة بعيدة عنه بين بعض الأعشاب في أحد أطراف الحديقة ، فجرى الطفل نحوها . بينما كان الطفل بهم لالتقاط الكرة فإذا به يشاهد ثعباناً راقداً بين الأعشاب . وبمجرد أن رأى الطفل الثعبان اضطرب وحلت به عدة أحداث متلاحقة في سرعة شديدة قد يجد الطفل فيما بعد صعوبة في تذكرها وفي معرفة نظام تسلسلها على وجه الدقة ، وإذا سألت الطفل فيما بعد أن يقص عليك ما حدث له وما شعر به عندما رأى الثعبان لقال لك إنه بمجرد أن رأى الثعبان أحس بأن تنفسه قد توقف للحظة قصيرة ، وأن قلبه أخذ يدق بشدة ، وأن جسمه أخذ يرتعد ، وأن العرق تصيب منه بكثرة ، وقد شعر الطفل برغبة شديدة في الجري ولكنه أحس لأول وهلة كان قدميه قد تصلبنا فأصبح عاجزاً عن الحركة . وشعر أيضاً برغبة شديدة في الصراخ ولكنه أحس كأن صوته قد حبس في حنجرته . كل هذا حدث في لحظات قصيرة جداً . ثم ما لبث أن استطاع تحريك قدميه فارتد مسرعاً بعيداً عن المكان الذي يرقد فيه الثعبان ، وأخذ يجري وهو يصيح بأعلى صوته طالباً النجدة .

ولو أننا كنا في ذلك الوقت نستعين بأجهزة دقيقة لتسجيل جميع التغيرات الفسيولوجية التي حدثت في بدن الطفل حينما رأى الثعبان لشاهدنا ازدياداً في ضغط الدم ، واضطرابا في التنفس ، وازدياداً في كمية هرمون الأدرينالين وفي كمية السكر في الدم ، وتوقفاً في عملية الهضم. وقد شعر الطفل أيضاً ، بالإضافة إلى جميع هذه التغيرات الفسيولوجية ، بحالة شعورية واضحة تملك عليه نفسه ألا وهي الشعور بالخوف . وهذا الشعور هو في الواقع المكون أو الجزء الهام الذي يعطي الانفعال صفته الخاصة ، ويميزه عن غيره من الحالات الانفعالية الأخرى

ومن هذا المثال الذي ذكرناه يتبين لنا أن الانفعال عملية معقدة تتكون من عدة مكونات

هي :

إدراك الموقف الانفعالي 

التغيرات الفسيولوجية الداخلية

التغيرات البدنية الخارجية

 الخبرة الشعورية

 التوافق للموقف الانفعالي 




Post a Comment

0Comments

Post a Comment (0)